بقلم / خالد الترامسي
جلنا تعرض لهذا الأمر وشربنا الدواء بإمتعاض وتقذذ شديدين ، لا لشيئ إلا لإستجلاب نفعه ودرء تردي الحالة الصحية ، هكذا برلمان مصر هو مثل الدواء المر ، لا بد من التعامل معه وإن كان الكثيرون منا يعلمون أن هذا البرلمان قليل نفعه .
ولكني ومع التسليم بوجهة النظر هذه إلا أنني أضع تصورات أخري ، وأسبق القول ، ليس من باب المقولة الشائعة “نصف العمي ولا العمي كله ” ليس السرد بهذه الطريقة ، ولكننا لا بد أن نعلي المصلحة العامة علي إعتبارات أخري .
المصلحة العامة تجعلنا حذرين حينما نتعرض لهذا البرلمان ، وبعبارة أخري الهجوم الغير موضوعي علي البرلمان ، نعم هناك بذاءات تصدر عن بعض الأعضاء ، ومواقف تؤكد عدم معرفة البعض منهم بقيمة ووقار وهيبة البرلمان ، والبعض منهم أصابهم هوس جمع المال والإثراء بلا سبب علي حساب المواطنين الكادحين ، بإقتناص التأشيرات وغيرها من الأمور التي باتت تزعج البعض .
ولكن أيا ما كانت التداعيات فإننا لا بد أن لا نقع في حسابات قد تؤدي بنا إلي مزيد من المهاترات الغير مأمون عواقبها ، فنحن نتلمس الجدران كي لا نصطدم بها في هذا الجو الحالك ظلمته ، ومصرنا لم تخرج بعد من كبوات ألمت بها وكبوات تحاك لها ليل نهار ، إلي حد جعل الناس في حيرة من أمره بل أصبح البعض منهم ، لا يثق في قدرة ولي الأمر علي وضع حد لهذا النزيف المستمر ، الذي يكاد لا ينقطع ، وهذا جد إفتراء فالدول لا تدار بمنطق ” إفتراض تحقق النتائج ” بل أن الحاكم يصيب ويخطيئ ولكننا جماعة سياسية ، وكإطار لأن يطلب من الحاكم أشياء تفوق الفرد العادي ، وبتطبيق هذا علي القائد والزعيم السيسي نراه يفعل ذلك وأكثر ، ولكن المحدقات بمصر كثيرة ولربما ما تحمله من إرث ينوء به كاهل إمرء كان ما كان .
لذا علينا أن نتحمل مرارة هذا البرلمان ، عله يصح ويشدد عوده ، وعله يقف مع الرئيس فيتحمل شيئ من تلك الملفات الصعبة .